لا شك أن الزمن يُعتبَر قوة عظيمة أوجدها الله سبحانه وتعالى في هذه الحياة الدنيا لجميع المخلوقات عامة، وللبشر خاصة من حيثُ الأهمية، فالقوة لا تُعدّ كذلك، إلا إذا كانت تملك مقومات تُثبت أنها قوة موجودة على مسرح معترك الحياة، فمِن مقومات قوة الزمن المعنوية عتاد السلاح: مثل سلاح الإستدراج وسلاح الغفلة مثلاً، فالزمن يستدرج الإنسان لكي يكون ضحية له، وبما أنه يملك السلاح فبإمكانه إقامة حرب ضد الإنسان، ولا يستطيع أن يقيم حرباً إلا وقد ملك السلاح.
ومن أسلحة الزمن ضد الإنسان أيضاً سلاح التسويف، أي يجعله يُسوّف الأوقات تلو الأوقات، ومن أسلحته كذلك المماطلة والتأجيل بالحقوق المكتسبه، وغير ذلك من الأسلحة التي قد دَجَّجَ الزمنُ بها جنوده ضد إبن آدم، فإذا قامت المعركة بين الزمن والإنسان ولم يُعِدّ الإنسانُ العدةَ لها، ويبني قوته ضد الوقت، فإن الإنسان سيكون خاسراً لا محاله، وسيحتلّهُ الزمن في أقرب فرصة ويقضي عليه، ثم يخرجُ خاسراً من هذه الحياة الدنيا، فلا بد لنا أن نحشد قواتنا وهِمَمِنا ضد ما يحشده لنا الزمن، وإلا سوف نخسر معركة زمن العمر، ثم نذهب إلى الحياة الأخرة التي لا زمن فيها، لأنها ستصبحُ حياةَ حسابٍ بِلا عمل، وقد قيل: {الوقتُ كَالسيفِ، إن لم تقطعهُ قَطَعَك}.
بقلم: سالم الغامدي