وحي القلم

ألا يوجد بالعراق رجل رشيد ؟!

بقلم: د/رمضان محمد المالكي

حتى الآن لم تظهر معالم الحكومة الجديدة في العراق، حيث أن جميع القوى السياسية تجهل موعد تشكيلها، وبين التوافقية والأغلبية الوطنية لم تظهر حتى الآن معالم هذه الحكومة، حيث تسعى القوى الخاسرة إلى تشكيل حكومة توافقية بدل من الأغلبية الوطنية التي يسعى إليها زعيم التيار الصدري والكتل المكونة من السنة والكرد، ووجود مخاوف من تكرار سيناريو ٢٠١٩ الذي شهده العراق، من مظاهرات شعبية كبيرة تطلب القضاء على الفساد، ومطالب خدمية واجراء انتخابات نزيهة، والتي راح ضحيتها العديد من القتلى والجرحى، وأجبرت حكومة عادل عبدالمهدي على تقديم استقالته .

ومع العلم أن بعض الكتل السياسية تنتظر الاعلان عن نتائج الانتخابات النهائية للوصول إلى توافق خشية من خروج الامور عن السيطرة، وذلك بسبب التصعيد من قبل جماهير القوى الخاسرة والتي ترفض الانتخابات بهدف الحصول على مكاسب سياسية في الحكومة الجديدة لتعويض تراجع نفوذها لمجلس النواب المقبل، في ما نعتقد كمراقبون سياسيون أن تشكيل حكومة توافقية ستكون ضعيفة ولن تستطيع الصمود والاستمرار، حيث أن هناك خلافات وتجاذبات بين القوى السياسية وخصوصاً الشيعة منها .

الوضع في العراق يتجه نحو مصير غير مفهوم ولا معلوم الآن حيث لم يتم الاعلان عن النتائج النهائية للانتخابات، ولم تصادق عليها المحكمة الاتحادية العليا في العراق، وتشير المعطيات إلى تشكيل الحكومة وأن تمريرها لن يكون سهل، حيث أن هناك طرفين مهمين وهما التيار الصدري الذي يتمتع بشعبية جارفة، والإطار التنسيقي حيث يجدان في نفسيهما إمكانية تشكيل الحكومة، وفي نفس الوقت فأنه من الصعوبة أن يتمكن أحدهما بمعزل عن الآخر من تشكيل الحكومة، وينبغي مراعاة التوافق .

ومن خلال التجربة السياسية والتي يتزعمها التيار الصدري التي ترى كما يرى العالم أجمع أن التدخل الخارجي والتبعية لإيران ووجود الأحزاب السياسية التي تسيطر عليها إيران وتسيرها وتنفذ أجندتها المعتمدة على الطائفية والعنصرية والفساد ونشر التفرقة بين العراقيين سنة وأكراد وشيعة وطوائف أخرى من المجتمع العراقي، وما حدث ويحدث في غرب العراق للسنة من تفرقه عنصرية وتهجير وقتل إنما هو حصاد تدخل إيران في العراق وشئونه الداخلية والخارجية، وهذا ما أثبتته السنوات الماضية وعرفه الكثير من العراقيين حتى الموالين منهم لإيران، ولكن تستمر بعض القوى السياسية التابعه لإيران بالتبعية والمولاة لإيران لتحقيق المصالح الشخصية على حساب مصالح العراق الداخلية والدولية وبنيته التحتية وتوفير الأمن والغذاء والدواء والخدمات الأساسية للمواطن العراقي .

وقد حان الوقت للتخلص من السيطرة الإيرانية أو الحد منها بشكل كبير، في حالة قدرة التيار الصدري تشكيل حكومة عراقية وفوز زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر بالانتخابات الذي أعلن صراحةً عدم القبول بالتدخل الإيراني في العراق عندها سيكون هناك تغيير ملموس في الوضع العراقي إلى الأفضل ولكن شرط تخلص من التبعية الايرانية والسيطرة الفارسية على العراق، وهذا الأمر ادإن تحقق فهو ما يسعى إليه الأغلبية الكبيرة من الشعب العراقي ..

ولعل وعسى أن يأتي من بلد الرشيد رجل رشيد.

بقلم: د/رمضان محمد المالكي

كاتب ومحلل سياسي ومراقب دولي

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى