وحي القلم

اضرار المخدرات والمؤثرات

بقلم / د حمد ابراهيم السلطان

إن المخدرات والمؤثرات العقلية من الفتن التي ابتلي بنو آدم بها. ومما يخالف العقل السليم تعاطي المهلكات والمدمرات.
وعجيب شأن الإنسان، يعرف المهلكات والمدمرات ثم يتخذها رفاهية، مثل مَن عرف عدوه ثم اتخذه خليلا
ماذا أقول فيما شاعت أضراره في العالم، وتوضحت أشراره، وضوح الشمس! ومن المسلَّم به أن ضوء الشمس لا يخفى إلا على الأعمى ، لا البصير.
ومن نعمة الله تعالى على الناس، تسخير ما في الأرض جميعا لينتفعوا به، قال الله تعالى (هو الذي خلق لكم مافي الأرض جميعا).
ومن رحمة الله للناس أنه بيَّن لهم ما هو صالح نافع، وما هو شر وأذى، فانكب بعض الناس على الأذى وتركوا النافع.
وإن انتشار الفساد في عصرنا الحديث، له مظاهر عدة. منها انتشار تعاطي المخدرات.
والمخدرات: مجموعة من المواد التي تسبب الإدمان، وتسمم الجهاز العصبي، وأنواعها كثيرة، وقد دل على تنوعها قول الرسول صلى الله عليه وسلم “كل مسكر حرام”.
وأما أنواعها مفصلة فهي ما يأتي:
١-الهيرويين٢-الكوكايين٣-الماريجوانا٤-الحشيش ٥-الكيتامين٦-حبوب النشوة٧-المواد المستنشقة.
وهذه كلها مخدرات ومدمرات للأمة، ومفسدة للعرض والمروءة.
أمَّا أضرارها العقلية وغيرها فيمكن حصرها في ثمان نقاط:
الأولى: على الدين؛ يعتبر إدمان المخدرات انتهاكاً لحرمات الله تعالى؛ لأن الله حرمها بقوله (إنما الخمر والميسر والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون). و مدمن المخدرات عاص للرسول صلى الله عليه وسلم القائل “ما نهيتكم عنه فاجتنبوه.”
الثانية: أضرار على صحة البدن، منها: الغثيان، والقيء، والإمساك الشديد المزمن، وقلة الشهية، وفقدان الوزن، والفشل الكلوي، وتلف الكبد، وأمراض القلب، وتلف الجلد، وتسوس الأسنان، والضعف الجنسي.
الثالثة: على الجهاز العصبي: ويتمثل هذا في حدوث المشاكل في الذاكرة، وعدم القدرة على التفكير بوضوح، وضعف القدرة على التعلم، وصعوبة الحكم على الأشياء واتخاذ القرارات الصائبة، وتلف خلايا المخ، والنوبات الهستيرية، والسكتة الدماغية.
الرابعة: على النفس: ويظهر هذا في القلق والأرق، والاكتئاب، والتقلبات في المزاج، وبعض التغيرات في الشخصية.
الخامسة: على الحمل: ويُلاحظ هذا في العيوب الخلقية، انخفاض وزن الحامل عند الولادة، والتأخر في تطور الطفل، ونوبات من الصرع، والصعوبة في النوم.
السادسة: على الفرد: ونجدها في عزلته وشعوره بالوحدة، وانخفاض تحصيله الدراسي، وفقدانه للوظيفة، ووقوعه في المشاكل المالية، وتجاوزه للقانون.
السابعة: على الأسرة: وتتضح في الإهمال وسوء المعاملة للآخرين، والعنف المنزلي، والإفلاس والفقر، وفقدان الترابط والاستقرار الأسري، وزيادة حالات الطلاق والتفكك الأسري.
الثامنة: على المجتمع: وقوع الحوادث والإصابات، والسرقة والتعدي على ممتلكات الآخرين، والعنف وانتهاك حقوق الآخرين، وانتشار الفساد في المجتمع بسبب تجارة المخدرات.
      إن مدمن المخدرات والمؤثرات العقلية معروف بالإهانة، وبعيد عن الصفات الحميدة، ويفتقد محبة الناس؛ فعلينا أن نكون يداً واحدة مع الدولة في تطبيق القوانين لمكافحة هذه الظاهرة، حفاظاً على سلامة الفرد والجماعة، من الانحراف والجريمة والفقر.
والله تعالى المستعان، وعليه التكلان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى