إن مما يسعد النفس ويبهجها وجود الكبار في حياتنا فكم من بركة حلت بسببهم، وكم من ألفة لمت من أجلهم، وكم من سوء دفع بدعواتهم…
وبعد..
فإن الخمسين سنة التي مضت لم تكن إلا سعياً من أجل ابتسامتنا وما انحناء الظهور إلا توثيقاً لجهدٍ قدموه لأجلنا.
يوم ..يومين.. أسبوع ..شهر..سنة.. خمسة عشر سنة مضت كلمح البصر.
ورحلت أم عبد العزيز..
أما ً لم تلدني، وصديقةً لم تكن في ربيعي، وجدةً لم أكن حفيدةً لها…انتهت قهوة الصباح الممتعة؛ وسيكون جهاز السكر مع خردات المنزل وسيثقل اسم (جدة) علينا بعد أن كان أول اسم وأكثر اسم ننطق به.
كان وداعاً قاسيًا وكل وداع مر وصعب لكن مثل فقدك لم يكن ومثل كسرك لم يمر ومثل غيابك لا يسدّ فلا حول ولا قوة إلا بالله نستعين به على الفقد والحزن والألم..
ففي ودائع الله ودعتك وإيمانا برحمات الله وثقة به أن يبلغك ماكنت تطمحين إليه وتجاهدين لأجله وزيادة.
والخلق شهود الله في أرضه ..
ختاماً..
شكرًا لأجل كل شيء
شكراً للأيام الأخيرة التي جمعتني بك في غرفة واحدة
شكرًا لما منحتنا، وشكرًا لقلبك الطاهر النقي؛ واقبلي اعتذار تقصيرنا على هيئة دعوات نرسلها في كل يوم وليلة وساعة نذكرك بها ولن تغيب أم عبد العزيز.
أحسن الله عزائنا آل لاحم وجبر الله مصابنا وتغمد فقيدتنا بواسع رحمته وإنا لله وإنا إليه راجعون.
أسماء الوليعي