عندما تصطلح النفس والجسد بكامل أعضائه، مع دستور العقل الفطري الرباني بالتوافق، ثم يتخذانه منهجاً لهما في حياة الفرد منا، فإنَّ عواقِب ذلك الفعل، تؤتي ثماراً إيجابيةً على سعادة حياةِ صاحِب الشأن نفسِه.
أما إن خالفَ أحدُ أعضاء الجسد ذلك الدستور الفطري الرباني، بتسويلٍ مِن النفس الأمارة بالسوء له، بفعل مُخالَفَات ضد دستوره، فإنه يَحدُث الخلل من ذلك العضو، ثم يَعُم العَطَبُ بقيةَ سائرِ الجسد، وتتأثر النفسُ سلبياً جراء مايحدث لأعضاء جَسدِ حاملِها.
ولو أفترضنا أن اليد سرقت، فهي بذلك الفعل قد خالفت دستور الفطرة السليمة، فيجب أن تُعاقَب في الدنيا والأخرة، ولو أن اللسان لفظَ كلمةَ الكفر مثلاً، فإن ذلك العضو يَجُر بقيةَ الأعضاء إلى ما لا تُحمَد عقباه في الدنيا وفي الإخرة.
وقس على ذلك بقيةَ الأعضاء عندما تَتّبع منهج دستوري خاطئ يخالف دستور السماء الفطري الصحيح، ونجد ذلكَ كلَه مُتجليّاً بكامل الوضوح في القرأن الكريم، لأنه مُنزَّل من عند الله الذي خلق كلَ شئٍ بقدَر، فسبحان مَن خَلَقَ كلَ شئ وجعلَ له دستوراً يعملُ به.
بقلم: سالم الغامدي