وحي القلم

المنهاج المدرسي بين المال والمآل

الكاتب/ سالم بن عبد الله القرشي

ما تنشده وثبات مقرري رؤية التعليم السعودي أحبار ذهبية دونها واقع لم يُساءل بعد.

سأحصر حديثي في قطاع التعليم الخاص وفلسفة عمله -إن وجدت فلسفة- متجاوزًا مفهوم منظومة الطالب، والمنهج، والبيت، والمعلم، لأخطو نحو الفكر المعرفي السابق لوجود الأشياء والمعلم والطالب.

المدارس العظيمة يسبقها فلسفة تربوية تعليمية تعمل كناظم للجهود وبوصلة تتلبسها كل مكونات المدرسة من مبنى، وأشياء، وكتاب، ومعلم، وطالب، وقائد تربوي، ووالدين، ومجتمع.

مازال الفكر السائد يتجافى كليًّا عن محاولة الاقتراب من منظومات الأفكار الصانعة للحياة والتي تبنيها عقول عظيمة تتسابق الدول المتقدمة الساعية للتنفذ وكسب المستقبل في استقطابها والعمل بإنتاجها الفكري النسقي المركب الصانع لحياة تربوية وتعليمية أكثر ذكاء وتغلبًا على تحديات الواقع ومغالبات الخصوم.

مدارسنا تكتفي بوفرة أشياء مفككة هي تجميع لمبنى لا فكرة له، ومعلم بأقل مستوى من الخبرة والمؤهل، وكتاب تفرح به إذا قيل منهج أمريكي أو بريطاني، وطالب يدفع والده بانتظام، ومالك يدير من خلف مدير تأهيله بسيط وليس له من الأمر شيء. ثم تدور العجلة وفق حركة جدول دراسي ينقل المعلم فيه ما في الكتاب إلى ذهن الطالب عبر التكرار المتسلسل، نقل لا يتجاوز إلى البناء والحوار النقدي بل يقبع في تأكيد ما ليس مؤكد حتى عند من أعدوا هذا الكتاب.

لهذا اعتقد أنه لو طالبت وزارة التعليم السعودي كل مدرسة خاصة بتقديم الفلسفة التربوية التي ستحكم منظومتها التعليمية فإننا سنكون أمام انكشاف للواقع؛ سيدفع نحو اندفاع جديد إلى البحث عن العقول الكبيرة والمناهج الفلسفية الأكثر حكمة واتزانًا وعمقًا واستجابة لتحديات الوطن والمستقبل، مما يقودنا -بإذن الله- إلى تعظيم الأنفع والأرفع والأتقن والأجمل.

– تعليق الجرس بات رهن جرأة مسؤول يفكر بوطنه لكرامة شعبه.

الكاتب/ سالم بن عبد الله القرشي

[email protected]
حساب تويتر ‏Mansa2099@

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى