علماء يقدمون طريقة تساعد الآباء على علاج أو تخفيف أعراض التوحد لدى أطفالهم
توصل العلماء إلى علاج جديد يساعد الآباء على تحسين التنمية الاجتماعية للأطفال الذين تظهر عليهم العلامات المبكرة للتوحد.واكتشفت الدراسة أن التدخل الوقائي أثناء الرضاعة يمكن أن يؤدي إلى تحسن كبير في النمو الاجتماعي للأطفال، حيث انخفض بعد ذلك إلى ما دون عتبة التشخيص السريري للتوحد.
وكشفت النتائج أن الأطفال يكونون أقل عرضة للإصابة باضطراب طيف التوحد ويمكن التخلص من الأعراض الشديدة للمرض مع تقدمهم في السن، من خلال تقديم جلسات علاجية لآباء الأطفال الذين تظهر عليهم علامات الإصابة بالتوحد وأشاد الخبراء بالنتائج، التي تشير إلى إمكانية تحسين التنمية الاجتماعية في سن مبكرة للأطفال.
ويعتمد العلاج، الذي أطلق عليه اسم iBASIS-VIPP، على تصوير الأطفال الذين تظهر عليهم العلامات المبكرة للاضطراب، وهم يتفاعلون مع أحد الوالدين، ثم يقع دراسة مقطع الفيديو من قبل معالج طبي لإيجاد أفضل الطرق لمساعدة الأطفال على التطور. ويبدو أن هذا يحسن التنمية الاجتماعية للأطفال الذين يعانون من سلوكيات التوحد.
وفي حين أنه لم يعكس الصعوبات التنموية للأطفال الذين تظهر عليهم علامات التوحد، إلا أن اكتشاف العلامات في وقت سابق ساعدهم على التقدم.
ووجد أكاديميون أستراليون وبريطانيون أن الأطفال الذين عولجوا بهذه الطريقة كانوا أقل عرضة بنسبة الثلثين للإصابة بالتوحد بحلول سن الثالثة.
ودرس الباحثون في جامعة مانشستر وجامعة أستراليا الغربية 103 أطفال تتراوح أعمارهم بين 9 أشهر و14 شهرا.
وأظهر جميعهم علامات مبكرة على التوحد، والتي يمكن أن تشمل عدم الابتسام، والانزعاج الشديد من أذواق أو أصوات معينة، والحركات المتكررة، وعدم التحدث مثل الأطفال الآخرين، وعدم التواصل بالعين أو الاستجابة لأسمائهم.
نشرت الدراسة في مجلة JAMA Pediatrics، وأوضحت النتائج كيف ساعدت الجلسات الآباء على فهم قدرات أطفالهم، لمساعدتهم على التواصل الاجتماعي والتفاعل.
ووقع قياس تقدم الطفل من خلال التقييمات في نهاية الدراسة، في اختبارات مثل الاستجابة لنداء أسمائهم وتعبيرات الوجه المختلفة.
وقال البروفيسور جوناثان غرين، الطبيب النفسي للأطفال في جامعة مانشستر: “هذا هو أول دليل على أن التدخل الوقائي أثناء الطفولة يمكن أن يؤدي إلى مثل هذا التحسن الكبير”.
وأضاف البروفيسور غرين: “من خلال العمل مع اختلافات كل طفل على حدة، بدلا من محاولة مواجهتها، دعم العلاج بشكل فعال نموهم خلال مرحلة الطفولة المبكرة. ومن خلال هذا العلاج، نقدم الدعم قبل إجراء التشخيص، ويريد الآباء ذلك بشدة. هذا الدليل يمكن أن يكون له تأثير هائل على الممارسة السريرية والصحة العامة، لا يعني أن العديد من التجارب السريرية لديها مثل هذه الإمكانات”.
وأشاد البروفيسور أندرو وايتهاوس، من جامعة غرب أستراليا، بالنتائج ووصفها بأنها “هائلة”.
وقال: “التدخلات التي تبدأ خلال العامين الأولين من العمر، عندما تُلاحظ العلامات الأولى لاختلاف النمو وتطور الدماغ بسرعة، قد تؤدي إلى تأثير أكبر على النتائج التنموية في مرحلة الطفولة اللاحقة. وهذه لحظة تاريخية حقيقية لأبحاث صحة الطفل”.
وتابع: “هدفنا هو فهم نقاط القوة والتحديات لكل طفل حتى نتمكن من دعم ورعاية القدرات الفريدة التي يجلبونها إلى هذا العالم. هذه خطوة مهمة إلى الأمام فيما نأمل أن تكون فرصة لتطوير نماذج إكلينيكية جديدة تستخدم التدخل المبكر جدا في الأطفال الذين يظهرون علامات سلوكية مبكرة للتوحد”.