كثيراً ممن يتواصل معي قد يستغرب بعض منهم هذا التواصل والاهتمام المستمر بارسال الخواطر والمقالات التفاؤلية بالرغم أنه لا توجد مصلحة ولا علاقة سابقة تربطني بأحدهم.. قاعدتي في تواصلي مع الآخرين: دائماً أتمنى أن أكون إضافة جميلة ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻛﺤﺒﺎﺕ السكر ﺣﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﺍﺧﺘﻔﻴﺖ عن الأنظار أو أن احدكم ابتعد عني، ﺗﺮﻛﺖ ﻃﻌﻤﺎً ﺣﻠﻮﺍً في حياته، أقلها أن اجد دعوة صالحة بظهر الغيب.
هذه رسالة جاءتني بالأمس يقول صاحبها: “غريب أمرك لم أرد ولا على رسالة منك منذ زمن!! ومع ذلك لازلت ترسل لي على الدوام، فكلما جاءت رسالة منك أتسائل في نفسي، هل يعقل أن هناك شخص يرسل بدون أي مصلحة؟ وماذا يريد من هذا التواصل؟ وهل هناك مصلحة يرجوها مني من إرسال مقالاته وخواطره؟ إنتهت الرسالة، ولم ينتهي الكلام..
بعض من أرسل لهم منذ سنوات لم يرسل لي حتى رسالة واحدة مدحاً أو شكراً أو معايدة أو مباركة أو حتى ذماً أو نقداً ومع ذلك لم أترك تواصلهم والإرسال لهم، لأني أحب التواصل مع الجميع دون إستثناء، والكثير ولله الحمد أصبح يسأل إذا تأخرت عن الإرسال، وتجده يتصل للإطمئان بالسؤال والاستفسار عن الغياب.
وكلنا يستفيد من بعض في مواقع التواصل إما بقراءة ما أنشره من خربشات قلمي أو تواصلهم معي مباشرة أو إرسال رسائلهم لي لاستفيد أنا أيضاً، فهل يلزم أن تكون هناك مصلحة من التواصل المستمر؟؟
أعرف أن هناك بشر مجرد إن انتهت مصالحهم منك لا يعرفوك.! ولو كنت من هذا النوع أنني أرجو من أحدهم مصلحة دنيوية لانقطعت عن الذي لايرد البته ومن الذي لا يهتم ويتفاعل مع مقالاتي وخواطري أو أجد الجفاء في علاقته وتواصله معي.
يكفيني أن أجد التواصل الجميل وتكثير سواد الاصدقاء وفتح حسابات بنكية في قلوب الآخرين بإرسال خواطري ومقالاتي، ولله الحمد وجدت منها حب الناس وكسبت ود الكثير منهم، بالرغم أني لم التقي ببعضهم مباشرة وجهةً لوجه، لكن أجد في تواصلي راحة لنفسي وسكون لروحي وهدوء لقلبي..
أحب الكتابة بالفطرة منذ الصغر، ونشر مقالاتي وخواطري وتواصلي المستمر هو إحترام وتقدير بنفسي وللآخرين ولا يعني أنني بحاجه إلى أحد، ولكن المبدأ الذي تعلّمته من ديني وتربيتي وأخلافي، وما علمتني الحياة؛ أن كسب قلوب الآخرين لا يتم إلا بأربع أعمال تقوم بها، بطيب الكلام، وجميل الإهتمام، وصدق المشاعر، وحسن المعاملة.
*ترويقة:*
مؤخراً أثبتت أدلة تجريبية علمية أجريت على مدى ثلاث سنوات، أن طائر البطريق دائماً ما يكون محاطاً بطيور ماء أخرى، وذلك لأن البطريق يسهل عليه الحصول على الغذاء، كونه يستطيع أن يغطس على عمق 60 متراً تحت الماء، ليحصل على مجموعة من السمك ليحملها معه إلى السطح، فيأكل اثنتين منها فقط، ويترك البقية للطيور الأخرى التي لا تستطيع الغوص لتأكل بدورها.. ويقوم البطريق بذلك العمل بالفطرة التي فطره الله عليها؟
*ومضة:*
قال الحطيئة منشداً:-
مَن يَفعَلِ الخَيرَ لا يَعدَم جَوازِيَهُ
لا يَذهَبُ العُرفُ بَينَ اللَهِ وَالناسِ
ولهذا أنا أحتاج إليكم جميعاً بلا إستثناء، فشكراً للصابرين وممتن للمستفدين ومعذرةً للشامتين، وكما يقال الناس للناس والكل بالله.
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*
بقلم: صَالِح الرِّيمِي