وحي القلم

شموخ الوطن

المهندس الدكتور محمد بن عبدالله الأصلعي يكتب:

بسم الله الذي زرع حب الأوطان في قلوب أهلها ، الحمد لله الذي جعلني من هذا البلد المبارك.

يعجز الانسان المثقف المدجج بالعلم والمعرفة أن يثني على بلده وأفضال هذا البلد عليه، هذا أن كنا نتحدث عن بلد ما على وجه الأرض، فما بالك بأن أتحدث عن أطهر بقعة وأعظم مقصد ومهوى أفئدة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وقبلتهم خمس مرات في اليوم..

حلم الحالمين من المسلمين بحج أو عمرة، مقصد القادرين في كل وقت وحين لتأدية الركن الخامس من أركان الإسلام، مطلب قاصدي الرزق من كل مكان .

وطن حباه الله بمميزات كثيرة لا يعلم قدرها و عظمتها إلا خالقها سبحانه وتعالى، أذكر لكم بعض منها على سبيل التذكير لا التباهي لأن الله سبحانه وتعالى يباهي بأهل عرفة في كل عام فما دون ذلك لا قيمة له مهما عظم..

ـ البيت الحرام الذي أختار مكانه رب العزة و الجلال فأعطاها القدسية، ثم وكل بإقامته خليله سبحانه وتعال نبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام، ثم لم يكن ذلك كيف ما اتفق، وإنما خص ببناءه رسوله إبراهيم ونبي الله اسماعيل عليهما السلام، فلم تدنسه يد، ثم عظمه وأمر بالحج والعمرة له كل عام.

ـ المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام أول عاصمة في الإسلام بلد الأنصار الذين سطروا أعظم بطولات نصرة الإسلام في وقت ضعف أتباعه فكانوا وكانت مدينتهم بركة على هذه الأمة إلى أن تقوم الساعة.

ـ مهبط الوحي على خاتم الأنبياء وسيد المرسلين محمد ابن عبدالله صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم خير من طلعت عليه الشمس .

ـ بلد صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام و تابعينهم و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

ـ بلد العرب والذين أعزهم الله بأن اختار لهم لغة القرآن الكريم لغة أهل الجنة الذين نشروا الإسلام وكانوا رسله للبشرية من بنوا مجده وحضارته و إمبراطورياته.

هذا غيض من فيض، و المملكة العربية السعودية ـ أدام الله عزهاـ تسجل منذ إعادة توحيدها على يد الملك عبدالعزيز ـ غفر الله له واسكنه فسيح جناته ـ حاله نادرة في التاريخ الحديث، حيث أنها توحدت في وقت انتشار الاستعمار الغربي للعالم كله، ثم حكمت شرع الله، فأدى ذلك إلى تآلف القلوب بين الحاكم والمحكوم، وساد الأمن والأمان وانتشر العدل، ثم دأبت قيادات هذا البلد المتعاقبة على نشر العلم وتطوير البلد الذي كان غالبيته أهل بادية وقليل من أهل القرى والمدن الصغيرة التي ليس لها أي آثر في اقتصاد العالم، حتى أصبح نبراس للمعرفة و مقصد للعلماء.

نحن ولله الحمد في هذا العهد الزاهر نباهي الأمم بحضارة قادمة و بقوة إن شاء الله تعتمد على مبادي ربانية أساسها الدين الإسلامي الحنيف و مقوماتها، إقدام قيادتها التي لا تعرف المستحيل، وشعب طموح محب لدينه و وطنه وقيادته، اقتصاد قوي ومتنوع..

ختامًا أي بلد أنت يا بلدي شموخ في كل شيء.. اللهم ادم علينا نعمك و ثبتنا على دينك و احفظ لنا وحدتنا وقيادتنا التي هي عنوان كل خير بإذن الله.

بقلم: المهندس الدكتور محمد بن عبدالله الأصلعي 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى