االمميز لديناالبيت والمجتمعتربية وقضايا

أولى أسباب سلوك التنمر لدى الطفل هو البيت

يرى الجميع ظاهرة العنف لدى الأطفال في الكثير من المواقف، فلا يلقون لها بالًا بحجة أن الطفل مع الوقت سيفهم  ويتغير أسلوبه بالتدريج، إلا أن هناك جانب غير مدرك من الأهل والبعض في تلك الظاهرة، وهو الفرق بين سلوك العنف وسلوك التنمر.
الطفل “العنيف هو الذي يستخدم الضرب والإيذاء الجسدي طوال الوقت وسيلة وحيدة للتعامل مع الآخرين”، بينما الطفل المتنمر هو طفل عدواني يعاني من اضطراب سلوكي، يشعر بالسعادة لتعديه على غيره، سواء كان تعديًّا لفظيًا أو جسديًا.
حيث تعرف “اليونيسيف” التنمر لدى الأطفال بأنه “أحد أشكال العنف الذي يمارسه طفل أو مجموعة من الأطفال، ضد طفل آخر أو إزعاجه بطريقة متعددة ومتكررة، وقد يأخذ التنمر أشكالا متعددة كنشر الإشاعات أو التهديد، أو مهاجمة الطفل بدنيا أو لفظيا، أو عزل طفل ما بقصد الإيذاء أو حركات وأفعال أخرى تحدث بشكل ملحوظ”.

فهل لدى طفلك هذا النوع من السلوك، إذا كان لديه فاعلم أن السبب الأول في سلوكه هذا هو البيت والأقارب.

الطفل بطبعه يحب التقليد والمحاكاة، فيبدأ بمحاكاة من في البيت، ثم ما يجده أمامه من أفكار تحرض على ممارسة التنمر والسخرية في الإعلام والأفلام وحتى الكارتون، فيعجب الطفل بتلك الشخصية البطلة صاحبة القوة، ويقلدها فيردد نفس العبارات ويقوم بنفس الأفعال فيشعر أنه شخص قوي، حيث إن الطفل لا يولد عدواني بل يتعرض لعدد من العوامل الخارجية التي تدفعه للتنمر على غيره، ولخصت الأسباب التي تدفع الطفل للتنمر في التالي:
1- تعرض الطفل للعنف داخل المنزل من قبل أحد الأبوين، فإنه يتبنى السلوك ذاته ويفرغ غضبه على الشخص الأضعف منه، وهو ما يعرف بـ “الإزاحة” أي تفريغ الطاقة العدوانية التي تعرض لها.
2- ترديد بعض العبارات المغلوطة من الأهل، عبارات في ظاهرها تعزيز الثقة بالنفس لدى الطفل وفي باطنها رسائل باطنية للعنف والتنمر، بما يجعل الطفل يشعر أنه أفضل ممن حوله وأقوى، فيبدأ في ممارسة عنف لفظي أو جسدى على زملائه ليشعر بالثقة بنفسه وأنه الأفضل.
3-التدليل الزائد يولد طفلًا أنانيًّا يريد الاستحواذ على كل شيء ولا يحب المشاركة، بما يدفعه إلى حب السيطرة والتحكم في غيره، فينشأ متنمرًا ساخرًا أنانيًا.
4- محاكاة الطفل صورة والديه وسلوكهم المتكرر، فالأم المتعنتة أو العنيدة في قراراتها داخل البيت تصنع طفلا متنمرا عنيدا مثلها داخل البيئة المحيطة به وغالبا تكون المدرسة، وهذا ينطبق على كل الصفات الأخرى، مثل الأم اللحوحة، الأب العصبي، وغيرها من الصفات.
5- انصراف الأهل عن الطفل بالعمل وضغوطات الحياة والمتطلبات المادية، مما يجعله يعوض ذلك بتبنى العدوان ليشعر بالانتصار وبأنه له وجود في الحياة.
إذا ما نظرنا إلى تلك الأسباب مجتمعة سنرى أنها مرتبطة أولا وأخيرًا بالبيت، لذا إصلاح البيت وسلوكيات أصحابه هي الحل الأول لسلوك الطفل المتنمر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى