أتعجب أيما تعجب من هذا الشخص الذي نصب نفسه حارسا للفضيلة وكأنه مسؤول عن عباد الله يترصد أخطاءهم ويرصد حركاتهم وسكناتهم، ينصِّب نفسه داعية وقاضيا ومستشارا أسريا ويعلم ما يضرهم وما يجلب النفع لهم.
كم تمنيت أن يكتفي بذلك ولكنه يحدثك عن الآثار السلبية لاستخدام هذا الدواء ويصف لك الأفضل!
عزيزي “الملقوف” هل سمعت من قبل أنك مزعج ووجودك يثير القلق؟ للحاضرين والغائبين ولمن خلف الشاشات.
حين يسألك يريد جوابا يرضيه هو! وكأنه ينتظرك أن تقول رأيه !!ثم تؤكد على حسن قوله ومنطقه السليم وصواب فكرته وطرحه الرائع.
لن يدع لك ولا لغيرك فرصة للحديث لديه قدرة عجيبة على صنع الحدث والتعليق عليه والتأكيد بأن قوله أصاب الحقيقة! يا ملقوف!! يعلم جيدا بأن الاقتصاد مرحلة والسياسة مجرد ضحك ولعب على الشعوب الفقيرة، كما أنه على ثقة بأن إغلاق بعض مصانع الأعلاف تحدٍ لشعوب المنطقة الجغرافية التي يسكنها.
يا رجل ماذا لديك لتقوله بعد انتهاء مؤتمر الاتحاد الأوروبي وانسحاب إحدى الدول العظمى منه هل هناك مؤامرة في عدم وجودك متحدثًا رسميًا.
والشيء بالشيء، فيذكر يقسم لك بأنه شاهد عيان على وجود أحد أبناء حارته يفوق رونالدو وميسي لو تم استدعاؤه للفريق الوطني، ولن ينسى أبدًا التعليق على دعابتك ويذكرك بأن ذلك من اللهو المنهي عنه أحيانًا.
عزيزي الملقوف!!!
هل نستحق منك كل هذا الحديث؟ هل جربت الصمت يومًا؟ اعلم بأنك لن تملك القدرة على ذلك ولكن حاول رحمك الله.
وإن لم تستطع فعليك بحبات من بذور “الحكمة” وقليلا من “التروي” تناولها بالقدر الذي يكفي ليجعلك هادئا يوميا مسيطرا على انفعالاتك ومتجاوزا ما قد يحدث جراء وجودك. وإن لم تفِ بالغرض فاعلم بأن حالتك مستعصية جدا وتحتاج إلى تدخل جراحي قد يصل إلى البتر !!!! يا ملقوف!!!
ختامًا.. ليس كل ما يعلم يُقال، وليس الصمت حكمة فقط؛ بل زاد وعلم ومعرفة.
وما جدواه؟ فكيف بالحديث، ذي الشجون.
ومضة:
الحديث مع المغرور مضيعة للوقت وهدر للطاقة.
يقول الأحمد:
إن لم تعد الصدمات تُوقعك أرضًا، فثق بأنَّ جذورك أعمق من مظهرك الشاحب اليابس البائس.
بقلم: عائض الأحمد